أفريقيا تبحث عن محاكاة نموذج دبي في قطاع البنية التحتية والنقل
كارلوس ألبرتو ميسكيتا: طابعنا اللوجستي المعتمد على النقل البحري يفرض علينا التعاون مع باقي دول القارة الأفريقية.
عبد الله بن دميثان: لم نصل لما نحن عليه الآن في ليلة وضحاها، ولكن علينا الاستمرار في العمل على تطوير الموانئ الأفريقية لتصل لمستويات مشابهة لموانئ دبي.
لورا لين: إيجاد طرق نقل مبتكرة يحدث ثورة على مستوى قطاع النقل في إفريقيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة: ناقشت جلسة حوارية في فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الأعمال الأفريقي شارك فيها كل من معالي كارلوس ألبرتو فورتيس ميسكيتا، وزير التجارة والصناعة في جمهورية موزمبيق، وعبد الله بن دميثان، المدير التنفيذي والمدير العالم لدي بي وورلد الإمارات وجافزا، ولورا لين، رئيسة الشؤون العالمية في شركة “يو بي إس” كيفية عمل القطاع اللوجستي في دبي كبوابة رئيسية للشرق الأوسط وإمكانية أفريقيا محاكاة هذا النموذج من البنية التحتية المتكاملة وكيف يمكن تسهيل ممارسة الأعمال عبر الحـدود وبحثت هذه الجلسة المبادرات الإماراتية والأفريقية، بدءاً من الموانئ والسكك الحديدية وصولاً إلى مراكز التكنولوجيا والبيانات وغيرها، وبالأخص اتفاقية منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية التي تربط المنطقة، وتسهم في إرساء ركائز السوق الأفريقية الموحدة الموعودة.
وقال معالي كارلوس ألبرتو فورتيس ميسكيتا: “إن الطابع اللوجستي الذي تتمتع به الموزمبيق يعتمد بشكل كبير على الموانئ البحرية وهذا ما يعطيها قوة في قطاع النقل البحري ولكن الاعتماد الكامل عليه لا يساعدنا على تحقيق الاستدامة في قطاع النقل بشكل عام لأنه يقلل من اعتمادنا على النقل البري، بالمقابل فإن العديد من الدول الأفريقية تحتاج إلى الوصول الى هذه الموانئ البحرية ولذلك علينا أن نعمل معا على بناء شبكات وممرات اتصال بيننا وبين باقي الدول الأفريقية لتحقيق الاستدامة في هذا القطاع”
بدوره قال عبدالله بن دميثان: “لقد صدرنا كل الخبرات اللازمة لتمكين إفريقيا من الازدهار ولدينا التزام كبير نحو الموزمبيق حيث أننا استثمرنا 90 مليون دولار إلى الآن ونسعى لأن نصل إلى 120 مليون دولار بحلول العام القادم. وفيما يخص الموانئ وتحديدا ميناء جبل علي فنحن لم نصل لما نحن عليه الآن في ليلة وضحاها ولكن علينا الاستمرار في العمل على تطوير الموانئ الأفريقية لتصل لمستويات مشابهة لميناء جبل علي ونحن نسعى لاستقدام خبراتنا في هذا المجال إلى إفريقيا”.
وأشارت لورا لين: “نحن نرحب بالفرص التي تقدمها القارة الأفريقية ونرى كل التسهيلات التي تقدمها جميع دول القارة لأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة فلقد شهدنا خلال جائحة “كوفيد-19″ تسارعا للطلب على التجارة الالكترونية بنسبة 100% وشاهدنا تطور في ربط وتوصيل سلاسل التجارة الالكترونية في القارة، فقد عمل القطاعين العام والخاص على تطوير تلك الأساليب الحديثة في النقل مثل نقل البضائع بالطائرات المسيرة عن بعد الذي أحدث نقلة نوعية في مجال النقل”.
وفي جلسة أخرى بعنوان مد جسور التواصل بين رواد الأعمال في أفريقيا ودولة الإمارات، تم استعراض العديد من التجارب الريادية المميزة، وسلّطت المتحدثات الضوء على التحديات التي تواجه رواد الأعمال في القارة الأفريقية.
وقالت الدكتورة إيليني جابري مادهين، مدير الابتكار في المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا: “سلطت كوفيد-19 الضوء على إمكانات الشباب الأفريقي، لاسيما وأنها جاءت بعد مرور ما يزيد على 20 عاماً من الإنفاق على قطاعات الصحة والتعليم وتنمية المواهب، الأمر الذي ساهم بتعزيز الفرص المتاحة والقدرة على إطلاق شركات ناشئة قادرة على التوسع عالمياً. وفي سبيل ذلك، نسعى جاهدين إلى تسهيل وصول الشركات في القارة إلى المعارف والمواهب والتمويل عبر العمل مع العديد من الشركاء والأطراف المعنية سواء من القطاع الخاص أو الحكومات أو المؤسسات الدولية”.
بدورها، شددت إيفينوا أوجوتشوكو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة توني إلوميلو من نيجيريا على أهمية إنشاء صناديق تدعم رواد الأعمال في الانتقال من مرحلة الشركات الناشئة إلى آفاق أوسع عبر فرص التمويل”.
وفي جلسة حملت عنوان “القوى العاملة في أفريقيا” والتي قدمها رجل الأعمال فريد سوانيكير، من غانا، والذي أسس منظمتين تهدفان إلى تحفيز جيل جديد من القادة الأفارقة ورياديي الأعمال، تمت مناقشة سبل صياغة الحكومات في أفريقيا لسياسات تعليمية صارمة لإعداد قوى عاملة مستقبلية، ودور توظيف إمكانات الاتصال بالإنترنت في الارتقاء بالتعليم عبر أفريقيا. جاء ذلك خلال
وأكد سوانيكير على أهمية تركيز الحكومات على مهارات التحول الرقمي وريادة الأعمال عند وضع الخطط لتطوير القوى العاملة، مع ضرورة تزويد الجامعات في أفريقيا بمراكز لتطوير المهارات، ففي الوقت الحالي لا تلبي الجامعات في أفريقيا متطلبات سوق العمل الحقيقية والتي تكمن في استحداث طرق تفكير جديدة ومبتكرة وتغيير شامل للتحول إلى الاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا ورقمنة الخدمات، ومعالجة العوائق في قطاع التعليم وسوق العمل.
وأضاف أن دور الحكومات في تشكيل العمالة لابد أن يشمل عدة إصلاحات، تتضمن تطوير البنية التحتية والاستفادة بالشكل الأمثل من الموارد البشرية مع تسهيل الوصول إلى التكنولوجيا مثل شبكة الانترنت وتسريع التعلم وخفض كلفته. مؤكداً أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للقارة الأـفريقية التي تمتلك رأس مال بشري شاب يحتاج إلى صقل مهاراته وتعزيز كفاءاته.
وعبر سوانيكير عن تفاؤله بمستقبل القوى العاملة في أفريقيا، لكون هذه المنطقة من العالم تمتلك المواهب، كما أن قادة الدول الأفريقية يعملون على إصلاحات كبيرة في بلدانهم وإدارة أفضل للاقتصاد وتركيز واضح على التطوير والتنمية وتحقيق الاستقرار.
المصدر: غرفة دبي